«منازل الانتحار» في بوليفيا.. خطر الانهيار الأرضي يهدد سكان «إل ألتو»

«منازل الانتحار» في بوليفيا.. خطر الانهيار الأرضي يهدد سكان «إل ألتو»
خطر الانهيار الأرضي يهدد سكان «إل ألتو» - أرشيف

يُطلق السكان على مئات المنازل الواقعة على حافة جرف ترابي شديد الانحدار في ضواحي مدينة "إل ألتو" في بوليفيا اسم "منازل الانتحار"، نظرًا لخطر الانهيار الأرضي المدمر الذي يهدد الأرض التي تقع عليها تلك المنازل. 

وتقع هذه المنازل في مناطق مثل شارع بانوراميكا ومدينة لا سيجا، التي تعتبر من أكثر المناطق التجارية ازدحامًا في المدينة، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز". 

وجذبت هذه المنازل اهتمامًا كبيرًا بسبب موقعها غير المستقر على حافة الجرف الترابي الذي يعد عرضة جدًا للانهيارات الأرضية.

تأثير الأمطار وتزايد المخاطر

تسببت الأمطار في الأسابيع الأخيرة، في تدمير أجزاء كبيرة من عاصمة بوليفيا والمناطق المحيطة بها، مما زاد من خطر الانهيار الأرضي. 

ولا يبدو أن هذه الأحداث تخيف سكان تلك المنازل، حيث يرفض معظمهم مغادرة المكان، حتى وإن كان ذلك يعني أنهم قد يسقطون يومًا ما. 

ويقطن هذه المنازل بشكل رئيسي الشامان المحليون المعروفون باسم "ياتيري"، بالإضافة إلى التجار الذين يصرون على البقاء في مكان عملهم رغم المخاطر.

رفض الانتقال وتدابير بديلة

وقال أحد "الياتيري" الذين تحدثوا مؤخرًا لوكالة "رويترز": "لن ننتقل من هذا المكان، لأن هذا هو مكان عملنا اليومي، لكننا سنعتني بالتربة، وخاصة مياه الأمطار، وسنوجهها حتى تذهب المياه إلى مكان آخر". 

وتؤكد السلطات المحلية أن منع المياه من تآكل الجرف الترابي أكثر هو أمر صعب جدًا، وأن انهيار الجرف قد يحدث في أي لحظة.

وقال غابرييل بارى، سكرتير البلدية للمياه والصرف الصحي وإدارة البيئة والمخاطر: "الجرف في هذا الوادي 90 درجة، هذا هو السبب بالتحديد الذي يجعلنا نريدهم أن يغادروا هذا المكان. إذا لم يرغبوا في المغادرة، فسوف نضطر إلى استخدام القوة".

معتقدات ثقافية

تمثل هذه المنازل المتداعية للشامان المحليين أهمية ثقافية كبيرة، وهم مستعدون للقيام بأي شيء للحفاظ عليها. 

وقد اقترح البعض تقديم القرابين إلى "باتشاماما"، الإلهة التي يقدسها السكان الأصليون في جبال الأنديز، كوسيلة لضمان استقرار الأرض. 

وقال أحد الشامان: "يمكننا أن نقيم حفل تقديم القرابين، وبهذه الطريقة لن تتحرك الأرض أبداً، لأن باتشاماما تحتاج إلى قربان، إنه مثل تقديم الطعام وبهذه الطريقة لن يتحرك هذا المكان، على العكس من ذلك، سوف يستقر".

وتستمر "منازل الانتحار" في إل ألتو في الوقوف على حافة الهاوية لفترة طويلة، لكن الأمطار الغزيرة والتغيرات البيئية المنسوبة إلى تغير المناخ قد أدت إلى تفاقم خطر الانهيار الأرضي، مما يزيد من التحديات التي تواجه السلطات المحلية وسكان هذه المنازل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية